فقال: واللات والعزى لئِن رأيته يفعل ذلك لأطَأنَّ على رقبته أو لأعَفِرَنَّ وجهه في التراب.
وصف بيت المقدس : الوصف النبوي الدقيق لبيت المقدس الذي قاله النبي صلى الله عليه وسلم للمشركين ـ بعد رحلة ومعجزة الإسراء والمعراج ـ والذي لم يكن قد رآه من قبل, فيه معجزة نبوية ظاهرة أمام المشركين، فحين رجع النبي صلى الله عليه وسلم إلى مكة بعد الإسراء والمعراج، وأدرك أن ما شاهده من عجائب وآيات فيها، لن تتقبّله عقول مشركي قريش، أصبح مهموماً حزيناً، فلما رآه أبو جهل على تلك الحال جاءه وجلس عنده ثم سأله عن حاله، فأخبره النبي صلى الله عليه وسلم برحلته في تلك الليلة، فرأى أبو جهل في قصّته فرصةً لتكذيبه والسخرية منه، فقال له: "أرأيتَ إنْ دعوتُ قومك أتحدثهم بما حدثتني؟ فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: نعم، فانطلق أبو جهل ينادي بالناس ليسمعوا من النبي صلى الله عليه وسلم ما حدث له من إسراء ومعراج، فصاحوا متعجّبين، وقام إليه أفرادٌ منهم يسألونه عن وصف بيت المقدس ليعجزوه لأنه لم يره من قبل ، فوصفه النبي صلى الله عليه وسلم بدقّة بالغة، فعن عبد الله بن عباس رضي الله عنه:.
ففي وصف النبي صلى الله عليه وسلم الدقيق لبيت المقدس، والذي لم يدخله ولم يره في حياته، وعِلم قريش ذلك، معجزة من معجزاته، ودليل من دلائل صدقه ونبوته، ومع ذلك ازدادت قريش عناداً، قال ابن القيم: "فلما أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم في قومه، أخبرهم بما أراه الله عز وجل من آياته الكبرى، فاشتد تكذيبهم له، وأذاهم وضرواتهم عليه، وسألوه أن يصف لهم بيت المقدس، فجَّلاه الله له حتى عاينه، فطفق يخبرهم عن آياته، ولا يستطيعون أن يردوا عليه شيئاً، وأخبرهم عن عيرهم في مسراه ورجوعه، وأخبرهم عن وقت قدومها، وأخبرهم عن البعير الذي يقدمها، وكان الأمر كما قال، فلم يزدهم ذلك إلا نفوراً".
.